بين “آمال حذرة” من الأمم المتحدة ودعوات إلى تجنب “الفوضى”، تتالت ردود فعل المجتمع الدولي الأحد على سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد هجوم خاطف للفصائل المعارضة أنهى نصف قرن من حكم عائلة الأسد.
في ما يأتي أبرز ردود الفعل الدولية:
الأمم المتحدة
قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن “يمثل اليوم لحظة فاصلة في تاريخ سوريا، وهي الأمة التي تحمّلت ما يقرب من 14 عاما من المعاناة المستمرة والخسارة التي لا توصف”، معربا عن “تضامنه مع كل من تحملوا وطأة الموت والدمار والاعتقال وانتهاكات حقوق الإنسان التي لا تعد ولا تحصى”. أضاف “نتطلع اليوم بأمل حذر إلى فتح فصل جديد – فصل السلام والمصالحة والكرامة والإدماج لجميع السوريين”.
الولايات المتحدة
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن “الرئيس (جو) بايدن وفريقه يراقبان الأحداث الاستثنائية في سوريا عن كثب وهما على اتصال دائم مع شركائنا الإقليميين”.
من جهته، قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب إن الأسد “فرّ من بلاده” بعدما فقد دعم حليفته روسيا.
وقال عبر منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال إن “الأسد رحل. لقد فر من بلاده. إن حاميته روسيا التي يرأسها فلاديمير بوتين، لم تعد تكترث لحمايته بعد الآن”.
روسيا
أعلنت وزارة الخارجية الروسية الأحد أن الأسد “استقال” من الرئاسة السورية وغادر البلاد، من دون أن تكشف وجهته.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا “بعد مفاوضات بين بشار الأسد وعدد من المنخرطين في النزاع المسلح على الأراضي السورية، قرر (الأسد) الاستقالة من منصبه الرئاسي ومغادرة البلاد، مع إعطاء التعليمات بالشروع في عملية انتقال سلمية للسلطة”.
تركيا
حثّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأطراف الإقليميين والدوليين على ضمان “انتقال سلس” للسلطة في سوريا.
الى ذلك، أكد فيدان أنّ بلاده تريد المساهمة في “ضمان” وحدة سوريا وسلامتها بعد سقوط الأسد. وأوضح على إكس إن “تركيا مستعدة لتحمّل مسؤولية كل ما هو ضروري لتضميد جراح سوريا وضمان وحدتها وسلامة أراضيها وأمنها”.
إيران
أعلنت إيران الأحد أنّها ستعتمد “المقاربات الملائمة” حيال التطورات في سوريا بما يتوافق مع سلوك “الأطراف الفاعلين” في دمشق، بعد سقوط حليفها.
وقالت الخارجية الإيرانية إنّ طهران “ستعتمد المقاربات والمواقف الملائمة” حيال سوريا، بينما “تأخذ في الاعتبار سلوك وأداء الأطراف الفاعلة” في دمشق.
فرنسا
رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسقوط “دولة الهمجية” في سوريا، مؤكدا التزام باريس “أمن الجميع” في المنطقة.
وكتب ماكرون على منصة إكس “سقطت دولة الهمجية. في النهاية. أحيي الشعب السوري، وشجاعته، وصبره. في هذه اللحظة من عدم اليقين، أرسل له تمنياتي بالسلام والحرية والوحدة” مضيفا أن فرنسا “ستبقى ملتزمة أمن الجميع في الشرق الأوسط”.
وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية كريستوف لوموان أن فرنسا “ترحب” بسقوط الأسد بعد “أكثر من 13 عاما من القمع العنيف ضد الشعب”، مشيرا الى أن باريس “تحض جميع السوريين على الوحدة والمصالحة ونبذ كل أشكال التطرف”.
بريطانيا
رحّبت بريطانيا بسقوط “النظام الهمجي” في سوريا، ودعت إلى “استعادة السلام والاستقرار”.
وقال رئيس الحكومة كير سترمر في بيان إنّ “الشعب السوري يعاني منذ وقت طويل جدا في ظل نظام الأسد الهمجي، ونحن نرحّب برحيله. أولويتنا الآن هي ضمان أن يسود حل سياسي واستعادة السلام والاستقرار”.
كذلك، قالت نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر إنها تريد “رؤية المدنيين والبنية التحتية محمية (لأن) الكثير من الناس فقدوا أرواحهم ونحن بحاجة إلى الاستقرار في هذه المنطقة”.
اسرائيل
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد إن سقوط الأسد هو “يوم تاريخي في الشرق الأوسط” مرحبا بانفراط “الحلقة المركزية في محور الشر” بقيادة إيران، العدو اللدود للدولة العبرية.
واعتبر في زيارة لمرتفعات الجولان التي أعلنت إسرائيل ضمّ أجزاء منها، أن ما حصل في سوريا “نتيجة مباشرة للضربات التي وجهناها إلى إيران وحزب الله، الداعمين الرئيسيين” للأسد.
مصر
دعت مصر إلى وحدة سوريا وإعادة إعمارها بعد سقوط الأسد.
وحثّت وزارة الخارجية المصرية في بيان جميع الأطراف في سوريا على “توحيد أهدافها والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي”.
وأكدت مواصلة “العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم”.
الأردن
أكد الملك عبدالله الثاني الأحد وقوف الأردن الى جانب السوريين واحترام “إرادتهم”، داعيا لتجنب انجرار البلاد الى “الفوضى” بعد إعلان إسقاط الأسد.
العراق
أكّدت الحكومة العراقية الأحد “ضرورة احترام الإرادة الحرّة” للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي بلادهم. وقال المتحدث باسمها باسم العوادي “يؤكد العراق ضرورة احترام الإرادة الحرّة لجميع السوريين، ويشدد على أنّ أمن سوريا ووحدة أراضيها وصيانة استقلالها أمر بالغ الأهمية، ليس للعراق فقط إنما لصلته بأمن واستقرار المنطقة”.
الامارات
حضّ مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش السوريين الأحد على التعاون لتجنّب حصول “فوضى”.
وقال قرقاش خلال مداخلة في منتدى المنامة “نأمل في أن يعمل السوريون معا لكي لا نشهد حلقة أخرى من الفوضى”، رافضا تأكيد أو نفي احتمال أنّ يكون الأسد قد انتقل الى الإمارات بعد إعلان الفصائل المعارضة “هروبه” من دمشق.
قطر
شددت قطر على ضرورة منع سوريا من “الانزلاق نحو الفوضى”.
وقالت الخارجية القطرية في بيان إنها “تتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في سوريا، وأكدت على ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية ووحدة الدولة بما يحول دون انزلاقها نحو الفوضى”.
أفغانستان
هنّأت حكومة طالبان السوريين والفصائل المعارضة بسقوط الأسد، قائلة إنها تأمل في “انتقال للسلطة يتم وفق تطلّعات الشعب السوري”.
الاتحاد الاوروبي
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الاحد أن الاتحاد الاوروبي مستعد للمساهمة في إعادة بناء دولة سورية “تحمي كل الأقليات”. وكتبت على إكس “أوروبا مستعدة لدعم الحفاظ على الوحدة الوطنية وإعادة بناء دولة سورية تحمي كل الأقليات”.
بدورها، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن سقوط الأسد مؤشر على ضعف حليفتيه روسيا وإيران.
وكتبت على إكس “إن نهاية ديكتاتورية الأسد هي تطور إيجابي طال انتظاره. وهي تظهر ضعف داعمي الأسد، روسيا وإيران”، مشيرة الى أن أولوية الاتحاد كانت “ضمان الأمن” في المنطقة.
أوكرانيا
رحبت أوكرانيا الأحد بسقوط الأسد قائلة إن هذا هو مصير “المستبدين” الذين يعوّلون على دعم روسيا. وقال وزير الخارجية أندريه سيبيغا “سقط الأسد. هكذا كانت الحال دائما وستبقى بالنسبة إلى المستبدين الذين عوّلوا على (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين. إنه يخون دائما من يعتمدون عليه”، مؤكدا “دعم كييف للشعب السوري”.
الصين
أفادت وزارة الخارجية الصينية في بيان بأن بكين “تتابع عن كثب تطور الوضع في سوريا وتأمل في أن تستعيد سوريا الاستقرار في أسرع وقت ممكن”.
إسبانيا
أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس على قناة “تي في ايه” أن مدريد “ستعمل مع كافة الدول الأكثر انخراطا في المنطقة (…) على أن يكون الحل سلميا مهما كان مستقبل سوريا”. وأضاف “هذا ما أرادته إسبانيا دائما لسوريا، وهو أن يهدأ الأمر، وأن يعود بالنفع على الشعب السوري، وأن يجلب شكلا جديدا من الاستقرار إلى الشرق الأوسط”.
ألمانيا
اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أن نهاية حكم الأسد لسوريا هو “نبأ سار”، داعيا الى حل “سياسي” وحماية كل الأقليات والجماعات الدينية.
وقال في بيان إن “بشار الأسد قمع شعبه بطريقة وحشية، ويتحمّل مسؤولية عدد لا يحصى من الضحايا، ودفع الكثير من الأشخاص الى الفرار من سوريا، وصل كثيرون منهم الى ألمانيا”.
من جهتها، أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان عن “ارتياحها الكبير” لسقوط الأسد، محذّرة من وصول “متشددين” إلى السلطة.
إيرلندا
دعا رئيس الوزراء الإيرلندي سايمن هاريس الى حماية المدنيين وإجراء انتخابات “حرة” بعد سقوط الأسد. وقال في بيان “خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة، يجب أن تحظى حماية أرواح المدنيين والبنى التحتية، إضافة الى احترام القانون الدولي، بأهمية قصوى”، مشددا على أن “مستقبل سوريا يجب أن يحدده السوريون من خلال انتقال سلمي وانتخابات حرة وعادلة”.